اختص السابقون الأولون عبر التاريخ الإسلامي بالثناء الحسن عليهم من
الله تعالى، حيث ذكرهم في القرآن بقوله تعالى:وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا
عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ ومعنى السابقين أي: بالدخول في الإسلام، والأولون أي:
المخصوصون بصفة الأولوية، وهم: من المهاجرين والأنصار، ولم يكن
الأمر مقصورا عليهم، بل شمل: الذين اتبعوهم بإحسان، ممن أسلم بعد
ذلك، مثل: حمزة بن عبد المطلب الملقب: "أسد الله"، وعمر بن الخطاب
الملقب بـ"الفاروق" وغيرهم، والذين جاؤا من بعدهم، والذين اتبعوهم فيما
كانوا عليه، من الأهل، والأولاد، وغيرهم. قال الله تعالى: وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ
لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (سورة الجمعة آية: 3).[4] وكل ما
جاء في سياق الآية من ذكر: الموصوفين والصفة وما عطف عليها؛ جاء
الإخبار عنه بقوله تعالى: ?رضي الله عنهم وأعد لهم جنات تجري تحتها
الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم?.[5] ومعنى رضي الله عنهم:
ثناء من الله عليهم، وقبوله أعمالهم، ورحمته لهم، وإثابتهم، وعدم سخطه
عليم. وأعقب الله تعالى رضاه عنهم بتبشيرهم بما أعد لهم من النعيم المقيم
في جنات الخلد الأبدي.
|